القاسم للكاتبة شروق مصطفى
مش شايفاه
صوت جميل عذب صغير ردت عليها بابا مع حور العين وانا جيت أشوفك يا نور أنتي قوية يا حبيبتي وهتعدي قولي يارب وانا وبابا جنبك وماتزعليش من همسة أختك بتحبك خليكو جنب بعض وأختاري صح يانور
استني يا ماما خديني معاكو مش عايزة أفضل هنا الدنيا وحشة اوي
الدنيا فيها الخير والشړ وأحنا اللي بأدينا وعقلنا نختار الطريق اللي بنمشي فيه متنسيش ربنا في حياتك أبدأي حياة جديدة وأختاري الصح انا لازم ارجع وأنتي أرجعي يا نور
كرر أسمي كتير عقلي رجع للوعي وفتحت عيني بعدها بصعوبة من قوة الأضاءة لحد ما أعتدت عليها لاقيت همسة وهي بطبطب عليا عشان أفوق من الغيبوبة اللي عشت فيها عقلي رافض الرجوع للواقع رافض الحياة بعد الحاډثة المؤلمة
سمعت صوتها وهي بتكلمني تأنب نفسها لأنها مكنتش جنبي في المحڼة دي وخاصا لما فتحت عيني وما أتكلمتش خالص بس أنا فعلا مش قادرة صوتي مش طالع ولا عارفة حاولت وفشلت هي افتكرت انا مش عايزة أكلمها
فعلا خرجت وبعد شوية رجعت تاني والدكتور معاها اللي بلغنا أني عديت مرحلة الخطړ هي فترة بسيطة وأرجع أفضل وتقرير الطب الشرعي كانت محاولة أعتداء لكن أتلحقت وحاول يكلمني ولما مقدرتش تفهم السبب من تأثري بالأحداث اللي مريت بها ملهاش علاقة بالچرح اللي في رقبتي زي ما همسة قالتله
أهلا أستاذ جاسم أتفضل
أبتسم لها ورحب بها وبعد كدة كلمها عني
ها طفلتنا عاملة اية دلوقتي
أستغربت من الكلمة طفلة مين دي هي فين مافهمتش غير همسة
بترد عليه
الحمدلله فاقت والدكتور طمنا عليها مكنتش عايزة ترجع زي ما قولت زي الأطفال بس اللي ماتعرفرش نور قوية هتعدي الأزمة وأهي فاقت ورجعت
_الحمدلله لسه مقابل الدكتور قبل ما أدخل وطمني
ولاقتها بصيت عليا
عارفة يا نور دا الظابط اللي رجعك ليا وكل يوم يجي يشوفك ويسأل يشوفك فوقتي ولا لسه
هزيت رأسي طبعا عارفاه بس مكنتش أعرف أسمه أتكلم مع همسة يستأذنها يقعد معايا لوحدي وبعدها لاقيتها خرجت وسابتنا قعد على الكرسي جنبي
حمدلله على سلامتك يا بطلة مصر
هزيت رأسي بمعنى لأ مش قادرة أواجه حد ولا أتكلم عن حاجة عايزاهم يسبوني في حالي
مفيش حاجة أسمها لأ حقك لازم يرجع وانا مش
بقولك كده عشان تختاري
دا قرار وزاري وطلع يعني مجبرة بلاش شغل العيال دا وفوقي نفسك عشان أحكي لك ايه اللي حصل بعد ما فقدي وعيك
بعد مرور شهرين كنت أستعد صحتي تدريجيا وأتعافيت جسديا صوتي بدأ يرجع لطبيعته لكن نفسيا مرجعتش زي الأول بقيت بخاف من الصوت العالي أخاف أمشي في الشارع لوحدي بشوف وشه في كل الناس رغم معرفتي أنه أتقتل يومها ودا عرفته من جاسم لما بدأت اتكلم وصوتي رجع لطبيعته سألته وعاتبته عن اللي حصل مكنش أتفاقنا فهمني أن وقت التسليم كان الفجر ولما هجموا بعد خلافهم وبدأ اطلاق الڼار مسكوا الطرف الأخر وقاسم أتصاب وقدر يهرب منهم ولحد ما ماهما قدروا بطريقتهم وأجهزتهم الحساسة يحددوا مكانه أقتحموا على طول وأول ما مسكني والسکين في رقبتي مكنش في وعيه بيعمل ايه ولأن مع القوة قناص محترف أصابه الهدف في رأسه وماټ فورا وأخدني على مستشفى وتم نقلي بطائرة القوات على مصر
وكمان بعد فترة علاج نفسية بعد كم جلسة حضرت المؤتمر لتكريمي تحت ضغط الظابط وأختي عشان حقي وكرامتي يرجعوا وأسباب نفسية متعلقة بيا بعد كم الضغط اللي أتعرض له والظابط أترقى لمرتبة أعلى اه ونسيت أقولكم بعد مؤتمر اللي أتذاع في التلفزيون وعلى منصات التواصل الأجتماعي لقيت طليقي باعت رسالة لأختي أنه ندمان وعايز يرجع تاني بس أختي رديت بدالي كل اللي نفسي أعمله فيه ماهو اللي مايوقفش معاك في أذمتك مايلزمناش بعد ما تخلص الأزمة أما أنا فرجعت لبيت أهلي معززة مكرمة عايشة من معاش والدي وبحاول أستعيد كياني من جديد أما حكاية الظابط جاسم فهو وزوج أختي أصبحوا أصحاب جدا بعد الحاډثة بتاعتي دايما على تواصل وأوقات بقابله لما بتجمع معاهم وبقينا أصدقاء فقط رغم محاولاته معايا لأكتر من كده لكن أنا من جوايا مش كويس لتجربة تانية ولسه الأولى معلمة جوايا محتاجة وقت كافي لمسحها وبعد كده أخوض وأفكر في التانية ودي حكايتي كلها
تمت
بقلم شروق مصطفى